رؤيـة نـقدية

 

دكتور/ جورج فهمى

أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا - سابقاً

 

الأزمـــــة

في ضوء المعطيات الحرجة التي يعيشها المواطن المصري - على ال&##1605;ستوى الإنساني , بل ويتجرع مرارتها كل من الوطن والمواطن,فإننا نقترح نقلة نوعية في إدارة الأزمات , تسمح لنا بالتجرأ على مسلمات الفكر التقليدي الذي بات باهتا في التعامل مع الواقع ومشاكله – على مدى عقود.

إن أحدا لا يشكك في صدق النوايا التي تبديها الإدارة العليا في مشروعات وطنية – ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب , تبدو لنا وكأنها قفزة في الهواء لن تجدي في تغيير الواقع شيئا .

1 ) من هذه المشروعات , سعي الحكومة الدؤوب لإنشاء عاصمة إدارية جديدة باستثمارات مصرية وخليجية , بهدف إراحة المواطن من كؤوس العذاب اليومي التي يتجرعها في قضاء حاجياته الإدارية. أليس من الأجدى , أن تذهب هذه الاستثمارات الخرسانية إلى حكومة إلكترونية متكاملة – تسعى إلى ميكنة جميع الإجراءات الورقية والمكتبية في جميع الوزارات - في فترة زمنية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة أسوة بدولة الإمارات.

إن هذا التوجه من شانه :

أ ) التخلص من غلاة البيروقراطية , الذين يحتجزون مقاعدهم الوثيرة من الآن في العاصمة الخرسانية الجديدة، بنفس الفكر وبعين العداء لكل جديد ,بل إنهم يبذلون الجهد في تربية الكوادر الصاعدة على الإهمال وفتور الهمة ومعاداة الوطن

ب ) تطعيم الإدارة الوسطى بقيم العمل الجاد وتدريب العاملين فيها على فكر ( المدير الخادم ) civil servant الذي يتفانى في إزالة العوائق من اجل مصلحة المواطن.

ج ) التوسع في استثمارات شبابية , تمولها وزارة الشباب وجمعيات رجال الأعمال – لإنشاء عدد من مقاهي الانترنت على مستوى الدولة لتقديم الخدمات الإدارية للمواطنين للذين لا يجيدون العمل على أجهزة الحاسب.

 

2 ) أما الطامة الكبرى , فتكمن فيما يعانيه الاقتصاد المصري من بطالة مقنعة – قوامها 2 مليون مواطن – تربو على ثلث القوى العاملة الوطنية في جميع الأجهزة الحكومية – مقارنة بنصف مليون مواطن فقط , هم كل ما تمتلئ بهم دواوين الحكومة البريطانية وما يقدمونه من خدمات للمواطن.

إن وحل التخلف الذي يرزح تحت وطأته الاقتصاد المصري , قد لا تغسله كل انهار الأرض , بقدر ما ينتشله فقط فكرا جديدا يسمعنا حشرجة الأنقاض المتهاوية داخل تفكيرنا المدبر – خالد محمد خالد .

إننا نقترح إحالة الذين لا عمل لهم من بطالة مقنعة ( في عمر الخمسين ) إلى الاستيداع المبكر بمرتب كامل ,حتى يجني المجتمع الثمار الآتية :

أ ) ارتفاع اجر العاملين حتما , نظرا لارتفاع الإنتاجية الحدية للمواطن العامل وزيادة القيمة المضافة للعامل المصري , حيث أنها لا تتجاوز – حاليا ألفي دولار, مقارنة بثلاثين ألف دولار هي القيمة المضافة للعامل في سنغافورة وإسرائيل .

ب ) انخفاض التضخم وزيادة معدلات الاستثمار القومي والأجنبي نتيجة المناخ الجاذب , والتحول الكيفي في إدارة المشاكل الاقتصادية والإدارية .

ج ) التركيز على إعادة تأهيل وتدريب العاملين الشباب, حينما يتبنى فكراً جديداً - يؤهلهم لتبوأ الصفوف الأولى في الإدارة العليا ككوادر مستقبلية واعدة , وكذلك أيضاً الاهتمام بالتدريب التحويلي لذوي الإدارة الوسطى – من الذين تجاوزا ربيع العمر .

د ) التخلص من بؤر التفريخ المستترة ( للإرهاب والتطرف ) والكامنة في جميع الأجهزة الحكومية والمؤسسات التعليمية والخدمية بالدولة , عسى أن يتم تطويق الفكر الرجعي بحزام تقدمي : قوامه العلم والإيمان بالله والوطن.

 

 

مقالات للكاتب

1. إدارة الأزمات والفكر التقليدي

2. التعليم – الأزمة والحل

3. في المسألة التعليمية

4. حوار في الشئون الاقتصادية والعدالة الاجتماعية (1) .. حوار في الشئون الاقتصادية والعدالة الاجتماعية (2)

5. محددات اجتماعية للتنمية

6. البعد الإيجابي للعولمة

7. محددات نقدية للتنمية المصرية

8. اليورو ومحددات التنمية الشاملة

9. استثمار الكساد العالمي في توجيه السياسة المصرية

10. الأفق التاريخي والديمقراطي للفكر العلماني

11. تصور مستقبلي لاتحاد شرق أوسطي

12. برنامج انتخابي ينتظر مرشح رئاسي

13. رؤية سياسية

 

عن الكاتب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Designed & puplished by:   Mediterranean Technology - Emad Samir

Copyright © 2006-2017 www.drgeorgefahmy.com. All rights reserved